البثور

دائمًا ما تمثل البثور للعديد من الأشخاص ذلك الزائر الغير مرغوب فيه، بقدومه المفاجئ بدون سابق إنذار، ولما يسببه من ضررًا معنويًا وقلقًا نفسيًا بالغا حيال هذا التغير الذي يطرأ على المظهر الخارجي للشخص بالرغم من كونها بسيطة وقد تكون غير ملحوظة، وخاصةً في الأوقات الحرجة مثل فترة الإعداد للمناسبات الخاصة والمقابلات الهامة التي تشكل نقطة تحول في حياة الإنسان، وذلك في الأشخاص الذين يتوقون للتألق والظهور بمظهر جذاباً في لحظات مؤثرة في حياتهم، بل وقد يحدث تكرار لظهور البثور عند بعض الأشخاص قبيل الأحداث الهامة في حياتهم ، و قد يبذل الفرد محاولات عدة للتخلص من هذا الضيف الثقيل وهو يجهل أن ما يمر به من قلق وتوتر حيال هذه الأحداث قد يلعب دورًا هامًا في تفاقم الحالة، ويكاد لا تخلو أسرة من فرد قد عانى أو ما زال يعاني من البثور، وتزيد نسب الشكوى منها في المراحل العمرية التي تتميز بالتغيرات الهرمونية مثل مرحلة البلوغ، أو أثناء الحمل وقبيل الطمث عند النساء.

ما هي البثور وكيف تتكون

  1. البثور هي اضطراب جلدي يسبب انسداد في مسام البشرة نتيجة خلل في الغدد الدهنية الموجودة في الجلد
  2. تكون البثور علي شكل حبوب صغيرة دائرية مرتفعة عن سطح الجلد
  3. شائعة في مرحلة البلوغ ؛ لما يحدث بها من تغيرات هرمونية لكنها ايضا تصيب جميع الأعمار
  4. يعتبر الوجه والظهر والصدر والكتفين أكثر المناطق تعرضًا للإصابة بالبثور، وذلك نتيجة لزيادة عدد الغدد الدهنية في هذه المناطق
  5. تتكون البثور نتيجة انسداد مسام الجلد ،حيث يحتوي الجلد على العديد من الغدد الدهنية وتفرز مادة زيتية أو دهنية تسمى (الزهم)، وهي تتصل ببصيلات الشعر ومسام البشرة حيث تخرج عن طريقها الدهون (الزهم) لسطح الجلد مع خلايا الجلد الميت ليتم التخلص منها
  6. عندما يزيد إفراز الدهون وتتراكم خلايا الجلد الميت بدلًا من التخلص منها، تتكون كتلة تعمل على سد مسام البشرة مما يهيئ بيئة مناسبة للنمو البكتيري الذي يسبب تهيج والتهاب في الجلد
  7. وقد تتكون هذه البثور بانسداد له قمة سوداء أو بيضاء ولها إفرازات دهنية، أو ذات إفرازات صديدية أو فطرية لها رائحة غير مستحبة، أو أكياس كبيرة على سطح الجلد
  8. بالرغم من أن العلم الحديث لم يستطع التوصل للسبب الرئيسي للإصابة بالبثور حتى الآن، إلا أنه تم التوصل للعديد من العوامل التي توثر على نشاط الغدد الدهنية وإفرازها مسببة انسداد في مسام البشرة فتتكون البثور
  9. أهمها هذه العوامل هي العوامل الهرمونية والوراثية التي تعتبر من العوامل التي يصعب السيطرة عليها أو منعها
  10. يمكننا التحكم في العوامل الأخرى التي في حالة توفرها تتكامل مع العوامل الهرمونية والوراثية مسببة لتفاقم للحالة
  11. محاولة لتجنب التعرض لظهور البثور أو الحد من انتشارها، نظرًا لما تسببه البثور من انعكاسات نفسية أكثر منها جسدية.

اسباب ظهور البثور

  • التلوث البيئي والميكروبات
  • الإفراط في استخدام مستحضرات التجميل الدهنية التي تسبب انسداد في مسام الجلد
  • تناول بعض الأدوية مثل المنشطات الستيرويدية المستخدمة لبناء العضلات
  • وجد أن ظروف بعض المهن قد تكون سببًا في تكون البثور مثل العاملين في مصانع الكيماويات وعمال التشحيم وذلك لتعرضهم لبعض المركبات الكيمائية
  • العاملين في مراكز الساونا والمطابخ حيث التعرض للحرارة المرتفعة والرطوبة العالية
  • لاحظ بعض الأشخاص ارتباط ظهور البثور مع تناول بعض أنواع الطعام وإن كان ذلك ليس له دليل علمي واضح
  • كما اختلف الأطباء في تأثير العامل النفسي ولكن على الأرجح أن الصحة النفسية والجسدية للفرد ترتبط بتكون البثور.

 

العوامل الهرمونية والبثور

اثبتت الأبحاث أن هرمون الذكورة Androgen (الاندروجين) – و هو هرمون يوجد بنسب طبيعية في الذكور والإناث ولكن يفرز في الذكور بنسب أعلى عن الإناث- يلعب دورًا هامًا في تحفيز نشاط الغدد الدهنية مسببًا زيادة في إفرازها، مما ينتج عنه انسداد مسام البشرة ونمو البكتريا وبالتالي تكون البثور، وذلك ما يفسر ظهور البثور وحب الشباب بكثرة في مرحلة البلوغ التي تتميز بالتغيرات الهرمونية، حيث يزيد إفراز الدهون نتيجة تأثر الغدد بالتغيرات الهرمونية في هذه الفترة، ويؤدي الإنتاج الزائد من المواد الدهنية إلى الانسداد ، وهذا الانسداد يتم من خلال خلايا الجلد الميت الذي تتجمع وتلتصق معًا -بفعل المواد الدهنية- وتنغمس في مسام الجلد بدلًا من خروجها على سطح الجلد، وهذا الانسداد بدوره يمنع خروج الزهم إلي سطح الجلد كما يوفر بيئة ملائمة لنمو البكتيريا، التي تعمل على تأكل جدار قنوات الغدد الدهنية وتسبب خروج لمحتويات الانسداد من خلايا الجلد الميت والمواد الدهنية والبكتيريا علي سطح الجلد مكونًا البثور، وأيضًا يظهر تأثير التغيرات الهرمونية قبيل الطمث عند الإناث، وأثناء الحمل أو فور التوقف عن تناول حبوب منع الحمل.

البكتيريا والبثور

في الحالة الطبيعية تعيش بكتيريا تسمى البروبيو Propionibacterium على سطح الجلد بدون إلحاق أي ضرر بالجلد، حتى يتوفر لها بعض الظروف والعوامل لتنمو بصورة أسرع وبطريقة مرضية منتجة بعض المواد الكيمائية والأنزيمات المثيرة للجهاز المناعي، الذي يستجيب بدوره، وتظهر علامات الالتهاب من احمرار وألم وغيرها من أعراض الالتهاب.

علاج البثور

استطاع العلم الحديث الوصول لعلاجات فعالة للبثور وحب الشباب، ولكن لا يعني ذلك كفاءة علاج ما لجميع حالات البثور وحب الشباب، بل يلزم اختيار العلاج المناسب لحالة الفرد، فلا يوجد علاج أمثل لجميع الحالات، فما يفيد في علاج شخص قد يضر الآخر، وفي العديد من حالات البثور البسيطة ذات الرؤوس البيضاء أو السوداء يتم علاجها بسهولة من خلال طبيب الأسرة غير المختص بالأمراض الجلدية من خلال الأدوية التي تؤخذ بدون وصفة طبية، مع الحرص على الاطلاع على طرق الاستخدام الصحيحة و الآثار الجانبية ومحاذير الاستخدام المدونة في نشرات داخل عبوات الأدوية، و في حالة الحوامل يحذر وصف الأدوية التي تؤخذ عن طريق الفم وخاصًة خلال الثلاث شهور الأولى من الحمل، ويهدف العلاج إلى الإسراع في عملية جفاف البثور الموجودة والحد من تكون بثور جديدة، والقضاء على البكتيريا، والحد من انسداد مسام الجلد ، ويتم العلاج من خلال علاج موضعي مباشرة على الجلد المصاب أو أدوية تؤخذ من خلال الفم وقد يتم الدمج بين النوعين حسب درجة البثور و خطورتها.

  1. لعلاج حبوب الوجه او البثور بالادوية فانه ينصح ببعض الأدوية التي تصرف بدون وصفة طبية، مثل مركبات بنزويل بيروكسيد benzoyl peroxide، حمض السالسيلك Salicylic Acid، أما في حالة البثور الشديدة يوصف مضادات حيوية على شكل أقراص مثل: التتراسيكلسن والمينوسيكلين إلى جانب العلاج الموضعي.
  2. العلاج الموضعي ويكون على هيئة مرهم أو لوشن أو كريمات ومحاليل: وأهمها المركبات التي تحتوي علي بنزويل بيروكسيد benzoyl peroxide ، وهو من أكثر العلاجات الموضعية فعالية في علاج الحالات الطفيفة والمتوسطة، ولكنه قد يسب بعض تهيج بالبشرة من احمرار وجفاف وتقشر، كما يحذر التعرض به لأشعة الشمس بدون واقي الشمس، وينصح بوضعه مساءً ويغسل صباحَا، والمركبات المحتوية على الريتنويدات Retinoid وتستخدم في الحالات البسيطة وتعمل كمضاد للالتهاب ، وللقضاء على البكتيريا مثل ادابالين وهو من العلاجات الحديثة التي اثبتت فعاليتها، ويعطي نتائج جيدة في خلال 3 أشهر، والمضادات الحيوية الموضعية وتوجد في عدة أشكال مثل اللوشن والمرهم والكريم والمحاليل مثل الاريثرومايسين ، ومؤخرًا أصبح هذا النوع من المضادات الحيوية أقل فعالية لزيادة مقاومة بكتيريا البربيو لها، وهناك مراهم تحتوي على حمض السالسيلك وتعمل على فتح المسام والحد من الانسداد، وتحفيز عملية تقشير البشرة، ولكنها أقل فعالية من الريتنويدات.
  3. العلاج بالهرمونات: تتلقى بعض السيدات العلاج الهرموني على شكل حبوب منع الحمل، حيث لوحظ تحسن حالة البثور عند بعض السيدات في الفترة التي تلقوا خلالها أقراص منع الحمل، كما يوجد أنواع من مضادات هرمون الاندروجين المسبب لزيادة إفراز الغدد الدهنية، ولكن يحذر تلقي العلاج الهرموني أثناء الحمل والرضاعة.
  4. العلاج بالليزر ويوجد طريقتان للعلاج بالليزر، الطريقة الأولى تعتمد على تقشير البشرة وذلك بإزالة طبقة الجلد السطحية التي تحتوي على البثور المراد التخلص منها ثم يتم متابعتها بكريمات خاصة، أما الأخرى يتم تعريض الجلد لموجات تعمل على إزالة البثور بصفة دائمة وهي طريقة مفضلة لدورها في تحفيز إنتاج الكولاجين في الجلد، كما أنها لا تسبب حروق للجلد.