مجلة التفاحة نحو الصحة والحياة
كل إنسان ينتابه شعور القلق بين الحين و الآخر، إنه شعور طبيعي و ليس مرضًا أو خللاً.
فالكثير من الناس يشعرون بالقلق و يصابون بحالة من العصبية عندما يواجهون مشكلات في العمل على سبيل المثال، أو قبل دخول الامتحانات في المدارس أو الجامعات، أو عند اتخاذ قرار هام في الحياة.
سنتناول في هذا المقال بحث عن القلق نتناول فيه اهم مايتعلق بهذا الموضوع من ذلك اضطراب القلق فهو شيء مختلف تمامًا، إنه قد يتسبب أحيانًا في حالة من الضغط العصبي التي قد تصل إلى حد يمنع الإنسان من ممارسة أنشطة حياته اليومية ومواصلة حياته بشكل طبيعي.
هذا النوع من الاضطراب يمثل مرضًا عقليًا جسيمًا.
عندما يصاب بعض الناس بهذا المرض، فإن القلق و الخوف يكونان ملازمَين لهم، و مسيطرَين على تفكيرهم و حياتهم، و قد يصل الأمر إلى درجة أن يشكل ذلك إعاقة حقيقية لهم.
و لكن مع تلقي العلاج السليم، يستطيع الكثير من المصابون بهذا الاضطراب السيطرة على مشاعرهم، و العودة إلى أنشطة حياتهم الطبيعية بدون مشكلات.
انواع القلق
هناك الكثير من أنواع اضطراب القلق، و تشمل الأنواع التالية:
اضطراب القلق العام
يتميز هذا الاضطراب بحالة من القلق المبالغ فيه و الضغط العصبي تجاه كل أحداث الحياة اليومية، دون وجود سبب معقول للقلق.
يعاني المصابون بهذا الاضطراب من شعور دائم بأن كارثة ما سوف تقع، فلا يستطيعون التوقف عن القلق بشأن الصحة و المال و العائلة و العمل و الدراسة.
و يكون القلق الذي يعانون منه غير منطقي و غير متناسب إطلاقًا مع حجم الموقف.
تتحول الحياة لديهم إلى حالة من القلق و الخوف الذي لا ينتهي، حتى يستبد بهم القلق إلى الحد الذي يجعلهم عاجزين عن ممارسة أنشطة حياتهم و القيام بوظائفهم وعلاقاتهم الاجتماعية.
أما عن اعراض اضطراب القلق العام فهي تشمل التالي:
اعراض اضطراب القلق العام
- قلق و ضغط عصبي مستمر و مبالغ فيه
- نظرة غير واقعية للمشكلات
- شعور مستمر بعدم الارتياح
- صداع
- عرق غزير
- غثيان
- صعوبة في التركيز
- إرهاق
- أرق أو استيقاظ قبل الموعد
بالإضافة لذلك فإن مرضى اضطراب القلق العام قد يعانون من أنواع أخرى من اضطرابات القلق مثل:
الرهاب أو اضطراب الهلع، كما يعاني بعضهم من مرض الاكتئاب، أو إدمان الكحول و المخدرات.
ليس من المعروف السبب الدقيق وراء اضطراب القلق العام، لكن هناك عدة عوامل قد تساهم في حدوثة، أهمها:
اسباب القلق العام
- العامل الوراثي: أثبتت الأبحاث أن وجود تاريخ مرضي في العائلة يزيد من احتمالات إصابة الشخص بهذا الاضطراب .
- كيمياء المخ: حيث يرتبط اضطراب القلق العام بوظائف غير طبيعية للخلايا العصبية في مناطق معينة من المخ
- عوامل بيئية: الضغط العصبي و الأحداث و الظروف الصعبة، مثل موت أحد المقربين، أو الطلاق، أو تغيير الوظيفة أو المدرسة، كل ذلك يمك أن يساهم في الإصابة باضطراب القلق العام.
2. اضطراب الهلع
يعاني المصابون بهذا الاضطراب من إحساس بالفزع و الخوف الشديد.
يبدأ هذا الإحساس بشكل مفاجئ، و يتكرر باستمرار، بلا أي سابق إنذار.
تسمى هذه الحالة بـنوبات الهلع، و فيها يعاني المريض من العديد من الأعراض، مثل :
- الشعور بالضعف أو الدوار.
- الشعور بالتنميل أو الخدر في اليدين و الأصابع.
- الشعور بالخوف و الفزع، و الشعور بأن الموت يطرق الأبواب.
- إفراز العرق بكثرة، أو وجود رعشة في الجسم.
- الإحساس بألم في الصدر.
- ضربات القلب السريعة.
- صعوبة في التنفس.
- الشعور بفقدان السيطرة.
عادةً ما تكون هذه النوبات قصيرة، و لا تزيد في الغالب عن عشر دقائق، و قد تستمر بعض الأعراض لفترة أطول قليلاً.
عندما يصاب الشخص بنوبة من نوبات الهلع، فإنه يكون معرضًا للإصابة بنوبات أخرى في المستقبل بنسبة تتجاوز الذين لم يصابوا بها قط.
عندما تتكرر هذه النوبات كثيرًا، و يصاحبها الشعور بالقلق بشكل مستمر خوفًا من تكرارها
حينها يصبح الشخص مصابًا بـ ” اضطراب الهلع ” حيث إن الشعور بالقلق يكون ملازمًا للأشخاص المصابين بهذا الاضطراب.
و ذلك لأنه ليست هناك أي طريقة يمكن للشخص أن يتوقع بها موعد نوبة الهلع القادمة، فيظل في حالة خوف مستمرة، نظرًا لصعوبة هذه النوبات و مشقة الإحساس الذي يعاني منه خلالها.
ليس هناك سبب واضح لاضطراب الهلع.
عادةً ما يظهر اضطراب الهلع لبعض الناس الذين لديهم استعداد بيولوجي له عند تعرضهم لتغير جذري في نمط حياتهم
(مثل الزواج، أو إنجاب طفل، أو بداية العمل لأول مرة ) أو عند تعرضهم لضغط عصبي شديد.
تقول بعض الدراسات أن الاستعداد للإصابة باضطراب الهلع قد يتواجد في عائلات معينة.
و قد ثبت أن المصابين بهذا الاضطراب يكونون أكثر عرضة للإصابة بمرض الاكتئاب، و أكثر إقبالاً على محاولات الانتحار، و إدمان الكحوليات و المخدرات من سواهم.
3. اضطراب القلق الاجتماعي
- الشعور بالعصبية و الحزن و التوتر الشديد قبل أو أثناء المواقف الاجتماعية، و ينتاب الإنسان شعور بالقلق الشديد و التوجس، و الخوف من أن حادثًا سيئًا سوف يقع.
- يتسبب القلق في احمرار الوجه، و إفراز العرق، الرعشة و ارتجاف الجسد، و قد يدق القلب بمعدل أسرع من المعتاد، و يعاني الإنسان من صعوبة شديدة في التركيز.
- لا يعرف الأطباء سببًا واضحًا لاضطراب القلق الاجتماعي، و لكنهم يعتقدون أنه ينتشر في عائلات معينة و لذلك فإنهم لازالوا غير واثقين مما إذا كان السبب يرجع لعوامل وراثية أم أنه يحدث كرد فعل للتعرض لبعض المواقف السيئة التي يتعرض لها الإنسان.
- يلجأ بعض المصابين باضطراب القلق الاجتماعي إلى إدمان الكحوليات أو المخدرات لإنها تساعدهم على الاسترخاء، كما يصاب بعضهم بمرض الاكتئاب. علاج القلق الاجتماعي.
الرهاب (الفوبيا)
يطلق مصطلح الرهاب أو ( الفوبيا ) على مجموعة من أعراض القلق التي تصيب بعض الناس بسبب بعض الأشياء أو المواقف.
الرهاب هو خوف شديد مستمر و غير مبرر يحدث عند التعرض لشيء معين أو موقف معين، أو بمجرد التفكير فيه.
و عادةً ما يكون هذا الشيء لا يتسبب في خطر حقيقي، أو يتسبب في خطر بسيط جدًا لا يتناسب مع كل هذا الخوف.
عند التعرض للشيء أو الموقف الذي يهابه الشخص، فإن ذلك يتسبب له في حالة من العصبية الشديدة و الذعر غير المبرر، و محاولة لتجنب هذا الشيء بشكل كامل.
هذا الضغط العصبي المصحوب بالرهاب، و الاحتياج لتجنب الأشياء أو المواقف بشكل كامل، قد يتسبب للمريض في إعاقة حقيقية للشخص و عجز عن ممارسة حياته و آداء وظائفه.
يدرك الأشخاص البالغون المصابون بالرهاب أن حالة الخوف التي تصيبهم غير منطقية و مبالغ فيها.
لكنهم لا يملكون شيئًا حيالها، و لا يستطيعون السيطرة عليها أو تجاوزها.
هناك أنواع كثيرة من الرهاب، يتم تصنيفها على حسب الشيء أو الموقف، و هي تشمل:
انواع الرهاب
يوجد العديد من أنواع الرهاب، الفوبيا نذكر بعضا منها:
رهاب الحيوانات
و هو يشمل الخوف من الكلاب أو الثعابين أو الحشرات أو الفئران، و يعد رهاب الحيوانات هو أكثر أنواع الرهاب شيوعًا.
رهاب المواقف
و هذا يتضمن الخوف من مواقف معينة، مثل الطيران، أو التواجد في سيارة أو في المواصلات العامة، أو قيادة السيارات، أو التواجد في مكان مغلق مثل المصعد. فوبيا الاماكن المغلقة .
رهاب البيئة الطبيعية
و يشمل ذلك الخوف من العواصف، و الخوف من المرتفعات، و الخوف من الماء.
رهاب الدم و الحقن و الإصابات
و هو يشمل الخوف من الإصابة بأي جرح، و الخوف من رؤية الدم أو أي إجراءات طبية عنيفة، مثل اختبارات الدم أو الحقن الطبية.
أنواع أخرى من الرهاب
مثل الخوف من الناس، الفوبيا الاجتماعية ، فوبيا الأماكن المغلقة أو الشخصيات الغريبة كالمهرج، أو التحدث أمام الناس.
اعراض مرض الرهاب
- الخوف و الذعر الشديد من موقف أو شئ بعينه.
- تجنب مواجهة هذا الشيء أو الموقف، أو الشعور بالعصبية الشديدة عند مواجهته.
- الأعراض الجسدية للقلق أو الإصابة بنوبة هلع، مثل زيادة سرعة ضربات القلب و الغثيان و الإسهال و التعرق و الارتجاف، و تنميل الأطراف و صعوبة التنفس و الشعور بالدوار.
- القلق الاستباقي و الذي يعني الشعور بالقلق و العصبية قبل مواجهة الشيء أو الموقف الذي يخشاه المريض على سبيل المثال: إذا كان الشخص مصابًا بالرهاب من الكلاب، فإنه يشعر بالقلق و العصبية عند الخروج من المنزل، لأنه من المحتمل أن يجد كلبًا في الطريق.
- و قد يعبر الأطفال عن مخاوفهم بالبكاء أو الالتصاق بالوالدين أو الإصابة بنوبة غضب عارمة.
- ليس من المعروف السبب الدقيق وراء اضطراب الرهاب، لكن أغلب الحالات تكون ناتجة عن التعرض لتجربة مؤلمة.
- على سبيل المثال إذا تعرض الشخص لهجوم أو عضة من حيوان، فإنه من الممكن أن يصاب بالرهاب من الحيوانات.
- و قد يحدث ذلك أيضًا عند مشاهدة شخص آخر يتعرض لحدث مؤلم أو مخيف أو يتعرض للخطر من شيء معين.
علاج الارهاب الاجتماعي عند الاطفال
