تجلط الدم

تجلط الدم هي عملية هامة يتم فيها تحويل الدم من الحالة السائلة للحالة شبه المتجمدة ( الجيلاتينية)، وهى تمثل خط دفاع من الجسم تجاه أي جرح في الأوعية الدموية لإيقاف النزف ومنع فقدان المزيد من الدم، وهو عمل جماعي يشارك فيه الصفائح الدموية . عدة مكونات تسمى عوامل التجلط لوقف نزيف الدم وذلك عن طريق تكوين جلطة على مكان جرح الوعاء الدموي من الداخل: لتسد الجرح ويوقف النزف حتى يلتئم، وفور الالتئام يتم إذابتها طبيعيًا بواسطة الجسم ، لكن متى تتحول هذه العملية الهامة للجسم إلي مشكلة مرضية تلحق أضرار جسيمة بصحة الإنسان ، يحدث ذلك عندما تعيق الجلطة تدفق الدم في الأوعية الدموية حيث تتكون في وقت لا يوجد لها أي حاجة ، فلا يوجد جرح أو إصابة و لا يحدث لها إذابة، وبتحركها وانتقالها إلي أعضاء الجسم المختلفة تعيق عملية تدفق و سريان الدم، مما يمثل خطورة وضرر بالغ على الجسم، و قد تؤثر الجلطة علي عضو آخر بخلاف العضو المتكون فيه الجلطة مثالًا على ذلك انسداد الأوعية الدموية في المخ في حالة السكتة الدماغية، قد تكون نتيجة جلطة تم تكوينها في أماكن أخرى في الجسم مثل الرقبة ومنطقة الصدر وانتقلت من مكان لآخر حتي وصلت المخ. و قد يحدث التجلط في الشرايين، التي تعمل على نقل الدم المؤكسد (يحتوي على الأكسجين) من القلب إلى جميع خلايا الجسم، وتكوين الجلطة في هذه الحالة يعني منع وصول الأكسجين لأعضاء الجسم الرئيسية، مثل القلب والرئتين والمخ، مسببة مشكلات صحية بالغة الخطورة مثل السكتة الدماغية، أو يحدث في الأوردة العميقة التي تقوم بتوصيل الدم إلى القلب، فتعوق رجوع الدم للقلب وتسمى هذه الحالة Deep Vein Thrombosis DVT، وتكون أكثر حدوثَا في الساق وقد تحدث في الذراع والفخذ وقد تؤدى للوفاة في حالة الانتقال للرئتين. يعتبر التعرف على عوامل الخطورة لتكون الجلطة والأشخاص المعرضون لذلك أمر هام حتى يمكنك تجنب تكونها بالسيطرة على العوامل التي يمكن التحكم فيها مثل السمنة والتدخين وقلة الحركة وارتفاع الكوليسترول وضغط الدم، وعوامل الخطورة لتجلط الدم في الأوردة تختلف عنها في الشرايين.

عوامل الخطورة للجلطة الوريدية التي تزيد من فرص الإصابة:

  • عدم الحركة لفترة زمنية طويلة مثل السفر بالطائرة مسافات طويلة، كما في تزيد في حالة المرضي المصابين بالشلل.
  • حالات ملازمة الفراش بعد العمليات الجراحية، خاصةً العمليات الخاصة بالساق.
  • العلاج بالهرمونات مثل حبوب منع الحمل.
  • تزيد احتمالية تكون الجلطات الوريدية في الأشخاص الذين لديهم تاريخ شخصي أو عائلي للمرض.
  • التقدم في العمر من أهم عوامل الخطورة خاصةً لمن تعدوا سن الخامسة والستين.
  • السمنة: تؤثر السمنة على حركة الأشخاص، مما يجعلهم دائما في خمول وكسل وعلى الجانب الآخر الدهون المتراكمة حول البطن تضعف من الدورة الدموية وبالتالي سريان الدم للأوردة في الساقين.
  • التدخين.
  • الحمل وبعد الولادة.

عوامل الخطورة للجلطة الشريانية ترتبط بالعوامل التي تسبب تصلب الشرايين مثل:

  • الإصابة بارتفاع ضغط الدم والكوليسترول والداء السكري.
  • السمنة.
  • التدخين.
  • الإصابة بالسرطان أو تناول علاجات له.

اعراض تجلط الدم

اعراض تجلط الدم

تختلف الأعراض باختلاف مكان العضو المحتوي على الأوعية الدموية المصابة، وعلى كمية النزيف ومكان الجلطة المتكونة وفي العديد من الأوقات لا تظهر أي أعراض، ولكن دعونا نتعرف على الأعراض الأولية في المخ والساق والذراع والرئتين والقلب والبطن:

  1. الذراع أو الساق: أكثر حالات تكون الجلطات شيوعًا تحدث في أوردة الساق وقد تحدث في الذراع، وتكمن خطورتها في احتمال انتقال الجلطة من الدم إلى الرئة مما يهدد حياة المريض، لتسببها في انسداد أحد الأوعية الدموية الرئوية مما يعيق سريان الدم في الرئة محدثًا نقصاً حادًا في الأكسجين مكونة ما يعرف بانسداد الشريان الرئوي PE، أما أعراض جلطة الساق أو الذراع: التورم، ألم شديد مفاجئ أو يظهر تدريجيًا، احمرار، الشعور بسخونة، شحوب أو زرقة في الطرف المصاب.
  2. المخ: شعور مفاجئ بصداع حاد، صعوبة في الرؤية أو الكلام.
  3. الرئتين: شعور مفاجئ بضيق في التنفس وألم في الصدر وخفقان، سعال يصاحبه إفرازات مدممة.
  4. القلب: ضغط وآلام شديدة في الصدر، صعوبة في التنفس، غثيان، عرق شديد ودوخة ودوار.
  5. البطن ألم حاد بالبطن، قيء وإسهال، دم بالبراز.

هناك اعراض تنذر بخطورة اكبر ويجب الإسراع لطلب الطوارئ وهي:

  1. صعوبة أو ألم اثناء التنفس، مشاكل في الروية والنطق.
  2. ألم وضغط بالصدر، امتداد الألم للكتف والذراع والظهر والفكين.
  3. سعال مصحوبًا بدم.
  4. ظهور احمرار وتورم وألم في منطقة ما على الساق أو الذراع أو الفخذ.

 

علاج تجلط الدم

يعتبر تشخيص حالات تجلط الدم عن طريق الأعراض أمر غير مجدي، حيث اثبتت الأبحاث أن نحو 50% مما يعانوا من تكون جلطات لا تظهر عليهم أي علامات مرضية، وحتى بعد ظهورها فهي تتشابه مع أعراض الكثير من الأمراض ولذا يجب الاتصال بالطبيب المختص فورًا حين يساورك مجرد شك في حدوث تجلط في الدم مع توفر عامل واحد على الأقل من عوامل الخطورة، فدائمًا التدخل السريع أولى الخطوات في العلاج والشفاء بأذن الله، ويتم العلاج من خلال العمل على إذابة الجلطة والحد من تكون المزيد من الجلطات، وقد تصل فترة العلاج لستة أشهر، ويوصف للمريض مضاد للتجلط لاستخدامه مدى الحياة، في حالة توفر إحدى عوامل الخطورة لتكون الجلطات عند المريض، مما ينذر بالإصابة مرة أخرى، ويتم العلاج من خلال الطرق التالية:

العلاج الدوائي

حيث تعمل مضادات التجلط على سيولة الدم، فتمنع تكوين الجلطة، وذلك بإحباط عملية التجلط، بتثبيط إحدى عوامل التجلط مثل الأسبرين الذي يثبط وظيفة الصفائح الدموية في التجلط، وتستخدم مذيبات الجلطة لإذابة الجلطة المتكونة، ومن أشهر الأدوية استخدامًا حقن الهيبارين Heparin كعلاج سريع ويتم حقنها تحت الجلد ويستمر لمدة أسبوع، ثم يتبع بأقراص الوافارين Warfarin.

العلاج الجراحي

  • يتم بإزالة الجلطة جراحيًا في حالة فشل مذيبات التجلط، أو في الحالات الحرجة في جلطات الدم الشريانية، حيث تكون حياة المريض معرضة للخطر نتيجة لمنع تدفق الدم لأعضاء الجسم الرئيسية.
  • قسطرة: ويكون من خلال أنبوب طويل يتم إدخالها جراحيًا وتوجيها لمكان التجلط لإذابته بواسطة مذيبات الجلطة.

العلاج الطبيعي

  1. في حالة جلطة الساق يلزم ارتداء جوارب ضاغطة.
  2. محاولة السيطرة على عوامل الخطورة.
  3. تجنب الجلوس لفترات طويلة، ومحاولة تغيير حالة الجسم باستمرار بالوقوف والمشي، مثل حالة السفر لساعات طويلة بالطائرة أو بالسيارة.
  4. حالات البقاء في الفراش بدون حركة ولفترات طويلة أو بعد العمليات الجراحية، ينصح بالتحرك والمشي بعد إتمام الجراحة في أسرع وقت على قدر المستطاع وذلك تحت أشراف الطبيب.
  5. الالتزام بممارسة الرياضة اليومية والاهتمام بتمارين الساقين، لأهميتها في تنشيط الدورة الدموية، بالإضافة إلى الحد من زيادة الوزن الذي يمثل عامل آخر من عوامل الخطورة لتكون الجلطات.
  6. الحفاظ على مستوى ضغط الدم وتجنب ارتفاعه، وكذلك الحفاظ على مستوى السكر في الدم في معدله الطبيعي تجنبًا لأمراض الشرايين.
  7. الابتعاد عن الأكلات الدسمة تجنبًا لارتفاع الكوليسترول في الدم.
  8.  شرب كميات وفيرة من الماء والسوائل، فقد تؤدى حالة الجفاف لتكون الجلطة.
  9. الإقلاع عن التدخين.
  10. الحفاظ على الوزن المثالي لتجنب ما يتبع زيادة الوزن من مضاعفات خطيرة على صحة الإنسان.