الرئيسية > أمراض وحالات > سرطان عنق الرحم

سرطان عنق الرحم

سرطان عنق الرحم حالة مرضية ناتجة عن النمو الشاذ والغير طبيعي للخلايا المبطنة لعنق الرحم، حيث تخرج هذه الخلايا تماما عن السيطرة الهرمونية او الذاتية للجسم و تتسبب في حدوث السرطان. سرطان عنق الرحم عادة ما يتطور ببطء مع مرور الوقت و قبل ظهور السرطان في عنق الرحم وتنتقل هذه الخلايا من خلال التغيرات المعروفة باسم خلل التنسج، تبدأ الخلايا الغير طبيعية في الظهور في أنسجة عنق الرحم. مع مرور الوقت، قد تصبح هذه الخلايا الغير طبيعية خلايا سرطانية وتبدأ في النمو والأنتشار بشكل أعمق في عنق الرحم والمناطق المحيطة به. و يختلف سرطان عنق الرحم عن السرطان الذي يبدأ في مناطق أخرى من الرحم كسرطان الرحم أو سرطان بطانة الرحم وهو من الحالات التي يسهل علاجها بنجاح اذا ما تم اكتشافه مبكرا، كالتطعيم ضد فيروس الورم الحليمي البشري والذي يمكن ان يساعد في الحد من الاصابة ب سرطان عنق الرحم فهو العامل الخطر الرئيسي لسرطان عنق الرحم.

 

عنق الرحم

عندما نتحدث عن عنق الرحم فاننا نعني النهاية الضيقة السفلى للرحم وهو المكان الذي ينمو فيه الطفل خلال فترة الحمل ومن المعروف ان الرحم يكون على شكل فاكهة الكمثرى لذلك يمكن تخيل شكل نمو الجنين في الرحم على هذا الأساس. يؤدي عنق الرحم من الرحم إلى المهبل وهي قناة الولادة. وهو الجزء الواقع اسفل الرحم الذي يفتح مباشرة على المهبل، سرطان عنق الرحم يحتاج الى وقت كي تتشكل وتنمو خلاياه الخبيثة فعادة يستغرق عدة سنوات للخلايا الطبيعية في عنق الرحم حتى تتحول إلى خلايا سرطانية.

 

اسباب سرطان عنق الرحم

اسباب سرطان عنق الرحم متعددة ويجب ان تؤخذ بعين الأعتبار والكثير منها تعتبر عوامل خطر تزيد من خطر الاصابة بسرطان عنق الرحم. السبب الرئيسي و الذي يؤدي بشكل أساسي الى سرطان عنق الرحم هو فيروس HPV و هو اختصار لـ Human Papilloma Virus و هو ما يطلق عليه فيروس الورم الحليمي البشري. هذه الحقيقة في حد ذاتها كفيلة بلفت الانتباه الى انه يجب على المرأة ان تحرص على الفحص و الكشف الدوري على عنق الرحم و ذلك حرصا على الاكتشاف المبكر للسرطان من خلال اختبار الباب تيست. اختبار الباب تيست له قدرة عالية على اكتشاف الخلايا الغير طبيعية و الخارجة عن السيطرة قبل ان تتحول الى خلايا سرطانية، و بالتالي فان العلاج المبكر لهذه الخلايا عنصر اساسي في عملية الوقاية من الاصابة بسرطان عنق الرحم. اسباب سرطان عنق الرحم تشمل:

  1. الاتصالات الجنسية المتعددة مع اشخاص عدة و خاصة في سن مبكر و خلال وقت قصير: يؤدي ذلك الى انتقال العدوى من شخص الى شخص، حيث أن الاتصال الجنسي هو العامل الأول و الأساسي في انتقال العدوى بفيروس HPV.
  2.  الاصابة بعدوى جنسية تنتقل من خلال الشريك. او وجود العديد من الشركاء الجنسيين.
  3. ضعف المناعة: المناعة جزء رئيسي في القضاء على العدوى، و كذلك الخلايا السرطانية المبكرة. نقص المناعة قد يكون ناتجا عن العديد من السلوكيات الخاطئة كالتدخين و التغذية و السمنة المفرطة و سوء مستوى المعيشة و انحدار المستوى الثقافي و كذلك الاخلاقي الى جانب العديد من العوامل الأخرى.
  4. الاستعمال المفرط لحبوب منع الحمل: تعمل هذه الحبوب على الاخلال بالبيئة الداخلية للرحم، مما يؤدي الى سهولة الاصابة بعدوى فيروس HPV.
  5. الأمراض التي تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي فالمرأة المصابة باحدى هذه الأمراض كالكلاميديا ​​الزهري أو السيلان تكون أكثر عرضة لخطر الإصابة بسرطان عنق الرحم.
  6. فيروس الورم الحليمي البشري: هو نوع من الفيروسات المصنفة كمسببات للسرطان، و ينتقل بشكل اساسي من خلال الاتصال الجنسي مع الأشخاص المصابين به. فيروس الورم الحليمي البشري له انواع عديدة، و ليست جميعها تسبب السرطان، حيث يؤدي بعض من هذه الانواع الى حدوث الثؤلول على الاعضاء التناسلية البشرية و هو ما يطلق عليه Warts في عالم الطب، كما أن البعض الآخر منها لا يسبب اي خطر يذكر. في الواقع، الغالبية العظمى من البالغين مصابون، او قد اصيبو يوما ما بهذا الفيروس، لكن في اغلب الاحيان يتم التعافي من منه بشكل تلقائي و بدون اي آثار تذكر، و في أحيان اخرى تحدث اعراض الاصابة بالفيروس و هي اما سرطان عنق الرحم، او الثؤلول الذي يظهر على الاعضاء التناسلية.

فحص سرطان عنق الرحم

فحص سرطان عنق الرحم

خلال حياة المرأة وعلى مدى سنوات عديدة تخضع خلايا بطانة سطح عنق الرحم لسلسلة من التغيرات. ولكن في حالات نادرة، يمكن أن تصبح هذه الخلايا سرطانية. ومع ذلك فان الكشف المبكر عن تغيرات خلايا عنق الرحم في مراحله المبكرة جدا يسهل العلاج ويقلل من خطر نمو الاصابة بسرطان عنق الرحم .أثناء الفحص الطبي لجميع النساء من سن 25 يتم خلاله فحص عنق الرحم حيث يتم أخذ عينة صغيرة من خلايا عنق الرحم ويتم فحصها تحت المجهر للتأكد من عدم وجود أي تشوهات لهذه الخلايا. وعلى النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 25 و 49 عاما أن يقمن بالفحص الطبي كل ثلاث سنوات، ويجري فحص النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 50 و 64 عاما كل خمس سنوات. أما بالنسبة للنساء اللواتي يبلغن من العمر 65 سنة فما فوق فان نسبة الاصابة تقل بنسبة كبيرة .يكتشف سرطان الرحم عادة بواسطة الـ pap smear او الـباب تيست (pap test) أو الخزعة . يحدد الطبيب موعدا لهذا الاختبار وتقوم طبيبة المختبر او الطبيب نفسه باستخراج مجموعة من الخلايا المبطنة لعنق الرحم و فحصها مجهريا، و اذا كان هنالك نوع من النمو الغير طبيعي لهذه الخلايا فان هذا يكون مؤشرا على الاصابة ب سرطان عنق الرحم. سرطان عنق الرحم غالبا لا يوجد لديه أعراض في مراحله المبكرة و يعتبر النزيف المهبلي الغير عادي هو الأكثر شيوعا والذي يمكن أن يحدث بعد ممارسة الجنس بعد انقطاع الطمث. ولكن بالطبع ليس بالضرورة ان يكون سرطان عنق الرحم سببا للنزف المهبلي.

اعراض سرطان عنق الرحم

اعراض سرطان عنق الرحم

تظهر اعراض سرطان عنق الرحم عادة عند انتشار السرطان إلى الأنسجة والأعضاء الأخرى وهنا تكمن أهمية الفحص الدوري .ويجب ان نذكر أن الخلايا الخارجة عن السيطرة فقط (اي لم تتحول بعد الى خلايا سرطانية) لا تؤدي الى اية اعراض، .لكن اذا ما تحولت هذه الخلايا الى خلايا سرطانية، فان اعراض سرطان عنق الرحم ستبدأ في الظهور. اذا ظهرت هذه الأعراض، فمن المهم أن تحدث طبيبك عنها حتى لو بدا أنها أعراض لأمراض أخرى أقل خطورة. وتنقسم اعراض سرطان عنق الرحم الى مجموعتين:

اعراض سرطان عنق الرحم المبكرة

  • النزيف من المهبل: يعد هذا العرض اهم الأعراض التي تستدعي ضرورة العرض على الطبيب مباشرة. النزيف يكون غير طبيعي، بمعنى انه يحدث بين الدورات الشهرية الطبيعية حيث من الطبيعي الا يوجد نزيف، او بعد الجماع، او بعد فترة انقطاع الطمث.
  • الشعور بالألم: يكون اما حادة او ضعيفا و مستمرا و يتركز بشكل أساسي في المنطقة السفلى من البطن و في منطقة الحوض.
  • آلام أثناء الجماع: قبل و اثناء و بعد الماع، يحصل الألم في نفس الأماكن المذكورة.
  • افرازات غير طبيعية من المهبل: هنالك العديد من الأسباب التي تؤدي بشكل اساسي الى افرازات المهبل، و خاصة الأمراض البكتيرية و الفطرية التي قد تصيم المهبل بشكل اساسي، او عنق الرحم، او الرحم، او قناة فالوب. ولذلك فانه من الضروري مراجعة الطبيب لتحديد نوع الافرازات و استثناء جميع الأنواع الفرعية، و تأكيد التشخيص.

الاعراض السابقة هي اعراض مبكرة لسرطان عنق الرحم، و لكن في الحالات المتأخرة و التي تكون فيها الخلايا السرطانية قد انتشرت الى الانسجة و الاعضاء المجاورة لعنق الرحم، فان مجموعة اخرى من الأعراض المتقدمة لها علاقة بأعضاء و أجهزة أخرى تبدأ في الظهور.

اعراض سرطان عنق الرحم المتقدمة

  • صعوبة التبول، آلام في أثناء التبول، دم في البول: هنالك العديد من الامراض التي تؤدي بشكل اساسي الى صعوبة او آلام التبول و كذلك الادماء أثناء التبول، و خاصة تلك الأمراض المتعلقة بشكل أساسي بالجهاز البولي، لكن مزيجا من الأعراض المبكرة السابقة و هذه الأعراض يجب أن يلفت الانتباء الى مشاكل متعلقة بعنق الرحم.
  • الم في المنطقة السفلى من الظهر، و تورم القدمين: ان النمو الخارج عن السيطرة للخلايا السرطانية يؤدي الى تضاعف حجم عنق الرحم بشكل كبير، يؤدي ذلك الى الضغط الى النهايات العصبية الموجودة في منطقة الحوض، مما يؤدي الى حدوث آلام في المنطقة السفلى من الظهر. الضغط الميكانيكي الذي تقوم به هذه الكتلة لا ينحصر فقط على النهايات العصبية و انما يمتد ليشمل الاوردة القادمة من الساقين و المتجهة الى القلب، و بالتالي فان الضغط على هذه الاوردة يؤدي الى اعاقة خروج الدماء من الساقين مما يؤدي في النهاية الى تورم الساقين.
  • الاسهال، صعوبة التبرز و التعنية، الادماء من المستقيم: لفهم هذا العرض، لا بد من معرفة الموقع التشريحي للمستقيم بالنسبة لعنق الرحم. يقع المستقيم خلف عنق الرحم، و يفصلهما طبقتين من الغشاء المبطن للبطن من الداخل، و يسمى بغشاء البرايتون. الضغط الذي تقوم به الكتلة السرطانية تصعب من عملية التبرز، كما أن اختراق المستقيم من خلال انتشار الخلايا السرطانية يؤدي بشكل أساسي الى ادماء المستقسم و الاسهال.
  • أحد اهم الاعراض المتأخرة لاي مرض سرطاني هو التعب العام، فقدان الشهية بشكل حاد، و نقص الوزن و كتلة الجسم بشكل حاد جدا و في فترة قصيرة جدا، و تدهور الحالة العامة للجسم.
  • بالطبع يمكن رؤية هذه الكتلة بارزة في منطقة اسفل البطن، مع حدوث غثيان، و قيء مزمن، و امساك.

إذا تم تشخيص السرطان، يبقى تخفيف الأعراض جزءا هاما من رعاية وعلاج السرطان. يشمل ذلك الرعاية التلطيفية وما يحتويه من دعم للمريضة أثناء فترة العلاج الذي سنتكلم عنه في مقالات أخرى.

تشخيص سرطان عنق الرحم

علاج سرطان عنق الرحم يجب ان يتم بشكل عاجل باتخاذ الأجرائات العلاجية اللازمة للمريضة, أهم سبب يستدعي استشارة الطبيب فورا في أية حالة مرضية هو النزيف. و لذلك فان النزيف من المهبل في فترات غير طبيعية، او بعد الجماع، او حتى مجرد الافرازات الغير طبيعية من المهبل الى جانب الاعراض المبكرة جميعها اسبابا كافية تستدعى استشارة الطبيب فورا. يقوم طبيب امراض النساء و التوليد بعمل فحص شامل متضمنا اختبار الباب تسيت و ذلك لاثبات او نفي وجود نمط غير طبيعي لنمو الخلايا في عنق الرحم. ان اي نزيف في فترة ما بعد انقطاع الطمث يجب ان يستشار الطبيب فيه فورا، قد يكون السبب هو الجفاف الذي يحدث بشكل طبيعي في فترة ما بعد انقطاع الطمث في المهبل، او قد يكون ورما حميدا- لكن في نفس الوقت، يعد النزيف من المهبل هو أهم و أول أعراض سرطان عنق الرحم. أولى خطوات العلاج تتم عن طريق تشخيص المرض.

 

تشخيص سرطان عنق الرحم

يقوم الطبيب بعمل فحص شامل للحوض. و كجزء اساسي من فحص الحوض، يقوم الطبيب بعمل اختبار الباب تسيت Pap Test و ذلك من خلال كشط عينة من الخلايا الموجودة على الطبقة السطحية لعنق الرحم و فحصها مجهريا للبحث عن أية انماط غير طبيعية في النمو. في حالة اذا ما كانت النتيجة ايجابية، اي ان هنالك نمطا غير طبيعي في النمو، يقوم الطبيب باجراء فحوصات و اختبارات اخرى للتأكد من وجود خلايا قبل سرطانية، اي خلايا ستتحول فيما بعد الى خلايا سرطانية. قد يقوم الطبيب ايضا – بناء على حدة الأعراض – ياخذ عينة من الأنسجة المكونة لعنق الرحم الى جانب اختبار الباب. بعض الاطباء يقومون بهذا كاجراء روتيني لقطع الشك باليقين، و البعض الآخر يقوم بهذا الاجراء بناء على مدى سوء الأعراض الأولية للمرض.

 

علاج سرطان عنق الرحم

 

العلاج الذي يتم تطبيقه في أغلب المراحل المختلفة لسرطان عنق الرحم هو:

  • الجراحة: استئصال الرحم كاملا لأن عنق الرحم جزء منه بطبيعة الحال، و استئصال العقد الليمفاوية الخاصة بمنطقة الحوض، الى جانب استئصال أو الابقاء على المبيضين و قناتي فالوب. ان استئصال الرحم يقضي على فكرة الحمل في المستقبل بشكل تام، الا انه ليس حتميا القيام باستئصال الرحم لعلاج سرطان عنق الرحم اذا ما تم اكتشاف المرض مبكرا.
  • العلاج الكيميائي: في العادة يستخدم في المراحل المتأخرة، أو بعد الجراحة، و له العديد من الاعراض كالغثيان، التعب الشديداع: للمراحل المتأخرة، وكذلك بعد الجراحة.
  • العلاج بالاشعاع: للمراحل المتأخرة، وكذلك بعد الجراحة.
  • قد يحتاج الطبيب الى تطبيق أكثر من علاج، و قد يكون ذلك بالتناوب أو بالتزامن.

 

بعد الاصابة بسرطان عنق الرحم

ان اكتشاف الانسان اصابته بمرض السرطان لهو امر كفيل بتغيير حياته بشكل جذري، حيث انه من الناحية النفسية قد يصاب الانسان بصدمة عصبية قوية تفقده الأمل في المستقبل، و يعيش المريض في حالة من الذهول و فقدان الأمل، و هو ما يعد عاملا هاما في تفاقم المرض. و يعد التفكير بشكل ايجابي و الحصول على الدعم الكافي من العائلة و الاصدقاء امرا أساسيا لرفع الروح المعنوية للمريض في رحلة صراعه مع هذا المرض. من الضروري الحصول على الدعم المناسب من الخبراء و المتخصصين في الجمعيات التي تهتم برعاية مرضى السرطان في مختلف بقاع العالم.

 

الوقاية من سرطان عنق الرحم

  • شكل أساسي، الفحص الدوري لعنق الرحم من خلال اختبار الباب Pap Test يعد العامل الأنجح في الوقاية من خطر الاصابة بالسرطان من خلال الاكتشاف المبكر له.
  • لا بد من الحصول على التطعيم المضاد لفيروس HPV لجميع من هم في سن الـ 26 او من هم دون ذلك.
  • الفيروس المسبب لسرطان عنق الرحم ينتقل من الأشخاص المصابين لغير المصابين من خلال الاتصال الجنسي. بشكل عام، أمثل طريقة لتجنب الامراض المنتقلة جنسيا هي عدم ممارسة الجنس. في حالة الممارسة لا بد من اتباع الاجراءات الوقائية للحماية من خطر الأمراض التي تنتقل من خلال الاتصال الجنسي.
  • في البلدان العربية ذات الثقافة المحافظة،الاصابة بفيروس HPV ينحصر بشكل أساسي على الاتصالات الجنسية المحرمة و الغير شرعية، و بالتالي فان الحرص على اتباع التعاليم الدينية و الثقافية يعد من أهم و أنجح العوامل التي تقضي تماما على انتشار الاصابة بهذا الفيروس.